يُواجه العالم كما نعرفه حاليًا أحد أكبر التحديات منذ الحرب العالمية الثانية، كان لذلك أثره على التسويق والصناعات المختلفة.
تؤثر أزمة كوفيد-19 على كل جانب من جوانب حياتنا، حتى سلوكنا في الشراء، مما يؤثر على التسويق.
نشعر جميعًا بالتعاطف مع أولئك الذين تأثروا بشكل مباشر بفيروس كورونا.
لقد وُضع المجتمع والاقتصاد في طريق مسدود إلى حد كبير، ووقعت كل الدول في قبضة الركود.
يتوقع أن يكون للإغلاق العالمي آثارًا طويلة المدى على التسويق وكافة الصناعات.
سيكون لأزمة كوفيد-19 عواقب وخيمة على أسلوب حياتنا وعملنا والتسوق، وبشكل أكثر تحديدًا على سلوك المستهلك.
نناقش -خلال هذا المقال- ما كشفته الأبحاث السابقة حول كيفية تكييف الشركات لسياساتها التسويقية في أوقات الأزمات.
تأثير كوفيد-19 على سلوك المستهلك
أثرت أزمة كوفيد-19 على سلوك المستهلك وبالتالي الأساليب التي يمكن بها استخدام التسويق.
يظهر استخدام التسويق في أثناء أزمة كوفيد-19 أوجه التشابه مع الطريقة التي يتم بها تنفيذه خلال فترات الانكماش الاقتصادي.
تظهر الأزمة المحددة التي يتبعها ركودًا اقتصاديًا ، خصائص تختلف عن تلك المرتبطة بالركود نفسه.
فبالإضافة إلى انخفاض الاستهلاك بسبب انخفاض ثقة المستهلك، وانخفاض الدخل، وتخلف المستهلك عن سداد القروض وانخفاض الموارد المالية نتيجة لانخفاض أسعار الأسهم، تحدث أيضًا تحولات في الاستهلاك بين فئات المنتجات.
بالتوازي مع هذه التطورات الاقتصادية، فإن فرض التباعد الاجتماعي يؤثر أيضًا على محركات سلوك المستهلك.
يواجه المستهلكون تحديات لإعادة تقييم أولويات حياتهم، مما أدى إلى ظهور قيم ومعايير جديدة للإنفاق.
لاحظت يورومونيتور إنترناشونال أن التركيز على الأسرة، والمجتمع، والذات والصحة والحلول الرقمية يزداد.
من المتوقع أن يستمر ذلك على المدى الطويل.
اتجاهات المستهلكين في التسويق
يظهر كل من المستهلكين والشركات روابط عاطفية أقوى مع موردين موثوق بهم في بحثهم عن الاستقرار والقيمة.
القيم الأخلاقية والمبادئ تحظى أيضًا باهتمام أكبر.
يُلاحظ أن المستهلكين يبحثون عن معلومات موثوقة حول كوفيد-19 وعواقبه.
ينعكس هذا في زيادة الاهتمام بالمواقع غير التجارية والبث التلفزيوني.
الحياة الصحية
أصبح أسلوب الحياة الصحي والعادات الصحية داخل المنزل وخارجه أكثر أهمية، ويتم اعتماد نهج أكثر شمولية للتمتع بالصحة.
تراجع الطبقة الوسطى والدنيا
نتيجة لـكوفيد-19 وعواقبه الاقتصادية، نلاحظ أن الطبقات الاقتصادية المتوسطة والدنيا تكافح للحفاظ على وضعها الاقتصادي وأنماط حياتها.
تتزايد البطالة بشكل كبير وأصبحت الأوضاع المالية أكثر سوءً وتراجعت الطبقة المتوسطة ماديًا.
يؤدي هذا إلى سلوكيات مثل مشاركة المنتجات والتأجير والاقتراض.
إعادة ابتكار التسوق
يؤدي التباعد الاجتماعي إلى التحول إلى التسوق عبر الإنترنت بين العديد من المستهلكين.
يشمل هذا كلاً من البقالة والسلع المعمرة.
نتيجة لذلك، تشهد المتاجر عبر الإنترنت زيادات هائلة في معدل زيارتها.
أصبح المستهلكون الذين لم يكونوا على دراية بالتسوق عبر الإنترنت سفراء لهذه الطريقة في التسوق.
أدت أزمة كوفيد-19 إلى الاتجاه نحو شراء المزيد من الأغذية المنتجة محليًا.
تغيير حدود السوق في التسويق
تصل المدن الكبيرة إلى التشبع؛ فيتعين الحفاظ على المسافة الاجتماعية.
يعتقد أن بعض الأسواق قد وصلت إلى حدودها، سواء بشكل مباشر نتيجة للتدابير المتعلقة بـأزمة كوفيد-19 بشكل غير مباشر، نتيجة للتطورات الحالية.